الحمى الروماتيزمية الحادة: كيف نحمي أنفسنا من هذا العدو الخفي؟

تخيل أنك تعاني من التهاب في الحلق. وتظن أن الأمر بسيط ولا يحتاج للعلاج، لكن فجأة يبدأ التعب يدب في جسمك! هنا تأتي “الحمى الروماتيزمية الحادة”، العدو الذي يترصد بعدوى الحلق البسيطة ويحوّلها إلى مشكلة صحية خطيرة!

والحمى الروماتيزمية الحادة هي مرض التهابي يحدث كما قلنا بعد عدوى في الحلق تسببها بكتيريا تسمى “العقدية”. غالبًا ما تكون هذه العدوى في البداية بسيطة، شبيهة بالتهاب الحلق، لكن عند بعض الأشخاص، خاصة الأطفال والمراهقين، قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الحمى الروماتيزمية الحادة.

 ما هي الحمى الروماتيزمية الحادة؟

باختصار، الحمى الروماتيزمية الحادة هي استجابة غير طبيعية من جهاز المناعة بعد عدوى بكتيرية في الحلق تسببها بكتيريا “العقدية”. الفكرة هي أن جسمك يبالغ في رد الفعل، وبدلاً من مهاجمة البكتيريا فقط، يبدأ في مهاجمة المفاصل، القلب، الجلد، وحتى الجهاز العصبي!

 لهذا السبب، يمكن أن تسبب الحمى الروماتيزمية الحادة آلامًا في المفاصل (التهاب المفاصل)، والتهابات في القلب (التهاب القلب)، وطفحًا جلديًا، وفي بعض الحالات، حركات لا إرادية.

 الأسباب الرئيسية

تحدث الحمى الروماتيزمية الحادة بعد عدوى غير معالجة أو معالجة بشكل غير صحيح ببكتيريا العقدية من المجموعة “A”، غالبًا بعد التهاب الحلق أو التهاب البلعوم. إذا لم تتم معالجة هذه العدوى بشكل صحيح، قد يتفاعل الجهاز المناعي بطريقة غير طبيعية بعد بضعة أسابيع ويؤدي إلى الإصابة بالحمى الروماتيزمية الحادة.

كيف أعرف إني مصاب؟

 الأعراض تظهر عادة بين أسبوع إلى خمسة أسابيع بعد الإصابة. ومن أهمها:

  • آلام المفاصل: وتحديدًا في الركبتين والمرفقين، مع التورم والاحمرار.
  • الحمى: جسمك ترتفع درجات حرارته!
  • التعب: كأنك غير قادر على الحركة!
  • التهاب القلب: وهنا المشكلة الكبيرة، لأن الالتهاب هذا ممكن يؤثر على صمامات القلب ويسبب مشاكل دائمة.
  • طفح جلدي أو كتل تحت الجلد.
  • رقص سيدنهام: يعني حركات لا إرادية، وغالبًا تحصل للأطفال.

الوقاية من المضاعفات

أفضل طريقة للوقاية من الحمى الروماتيزمية الحادة ومضاعفاتها هي علاج التهابات العقدية بسرعة وبشكل صحيح.

إليك بعض التوصيات:

  • استشارة الطبيب عند وجود التهاب في الحلق: إذا أحسست بأعراض التهاب الحلق عندك أو عند أطفالك، يتعين استشارة الطبيب لإجراء اختبار لتشخيص العقدية. في حالة تأكد وجود العدوى، يجب وصف المضادات الحيوية الملائمة.
  • اتباع العلاج بالمضادات الحيوية بالكامل: على المريض إتمام العلاج بالأدوية التي أوصى الطبيب بأخذها، ولو اختفت الأعراض، وذلك للتخلص الكامل من البكتيريا.
  • المتابعة بعد الإصابة بالحمى الروماتيزمية: في حالة إصابة الشخص بالحمى الروماتيزمية الحادة للمرة الثانية أو أكثر، فهو أكثر عرضة للإصابة بها مرة أخرى. قد يتم وصف المضادات الحيوية طويلة الأمد للوقاية من العدوى العقدية المتكررة لمنع تفاقم المرض.
  • مراقبة القلب بانتظام: يجب على الأشخاص الذين أصيبوا بالحمى الروماتيزمية تتبع حالتهم الصحية وإجراء الفحوصات القلبية الدورية التي يوصي بها الطبيب، لتفادي إصابة صمامات القلب على المدى الطويل.

 الخلاصة

الحمى الروماتيزمية الحادة مرض خطير لا يجب الاستهانة به، لكن العلاج السريع والاهتمام بالعدوى في الوقت المناسب يمكن أن يحمي المصاب ويحمي قلبه. والوقاية من مضاعفات هذا المرض تعتمد بشكل أساسي على الكشف المبكر والعلاج السريع للعدوى العقدية.

من خلال اتخاذ هذه الإجراءات البسيطة، المتمثلة في اليقظة واستشارة الطبيب يمكن تقليل خطر المضاعفات، وخاصة المتعلقة بالقلب، التي قد تترك آثارًا دائمة.

شاهد أيضاً

أمريكا في عهد ترامب: وعود العصر الذهبي بين التحديات والفرص

بسيم الأمجاري مع تنصيبه اليوم 20 يناير 2025، ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كلمة مثيرة …

الصراع حول الصحراء المغربية: بين المواقف الدولية وتوازنات القوى الكبرى

بسيم الأمجاري تعد قضية الصحراء المغربية واحدة من أكثر النزاعات تعقيداً في العالم، حيث تشكل …

جهة بني ملال – خنيفرة: مشاريع طموحة نحو تنمية سياحية واقتصادية واعدة

تُعد جهة بني ملال خنيفرة واحدة من أهم جهات المملكة المغربية، لما تزخر به من …

معاهدة الشراكة الشاملة بين روسيا وإيران: هل هي خطوة نحو تحالف دفاعي أم مجرد لعبة دبلوماسية؟

في ظل التصعيد المستمر في العلاقات الدولية وتزايد التوترات بين روسيا والغرب من جهة، وإيران …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *