Moustajadat
مقالات مشابهة
هل احمرار العين مرض أم مجرد عَرَض؟
احمرار العين ليس مرضًا في حد ذاته، بل هو عرض يشير إلى وجود مشكلة داخل العين أو في محيطها. أحيانًا يكون الأمر بسيطًا كالتعب أو التعرض للهواء الجاف، وأحيانًا أخرى قد يكون علامة تحذيرية لمرض خطير يحتاج إلى تدخل فوري.
يحدث احمرار العين نتيجة تمدد الأوعية الدموية الدقيقة في بياض العين، ما يمنحها مظهرًا ملحوظًا باللون الأحمر أو الوردي. لكن هذا التمدد ليس عشوائيًا، بل تحفزه عوامل داخلية وخارجية تتفاوت في خطورتها.
أسباب احمرار العين: من الإجهاد إلى الأمراض الخطيرة
- الأسباب البسيطة والمعتادة
- الإرهاق وقلة النوم: النوم غير الكافي يتسبب في جفاف العين ويجعل الأوعية الدموية أكثر وضوحًا.
- التعرض للمهيجات البيئية: مثل الهواء الملوث، الغبار، أو دخان السجائر.
- استخدام الشاشات لفترات طويلة: النظر المستمر إلى الهواتف أو الحواسيب يؤدي إلى جفاف العين وزيادة الاحمرار.
- الأسباب المرضية التي تستدعي الانتباه
- التهاب الملتحمة (العين الوردية): التهاب شائع بسبب العدوى الفيروسية أو البكتيرية، وغالبًا ما يكون معديًا. هذا الالتهاب يصيب الغشاء الشفاف الذي يبطن الجفن ومقلة العين، وهو الغشاء الذي يُسمى الملتحمة.
عندما تتورم الأوعية الدموية الصغيرة الموجودة في الملتحمة وتتهيج، فإنها تصبح أكثر وضوحًا. ولهذا السبب يظهر بياض العين مائلاً للحُمرة أو بلون قرنفلي.
على الرغم من أن العين الوردية يمكن أن تكون مزعجة، فإنها نادرًا ما تؤثر في رؤيتك. يمكن أن تساعد العلاجات على تخفيف الانزعاج الناتج عن العين القرنفلية أو الوردية. ونظرًا إلى أن العين القرنفلية قد تكون مُعدية، فإن التشخيص المبكر واتخاذ تدابير معينة يمكن أن يساعدا على الحد من انتشارها.
- الحساسية: قد يكون الاحمرار مصحوبًا بحكة شديدة ودموع نتيجة التعرض لمسببات الحساسية مثل الغبار، أو حبوب اللقاح، أو وبر الحيوانات، أو محاليل العدسات اللاصقة، أو بعض المواد الكيميائية كما في مستحضرات التجميل.
- التهاب القزحية: التهاب داخلي للعين قد يسبب ألمًا وتهيجًا، وهو تورم وتهيج في الحلقة الملونة حول بؤبؤ عينك (القزحية). قد يؤدي عدم علاج الْتهاب القزحية إلى المياه الزرقاء أو فقدان البصر. لذلك، ينبغي زيارة الطبيب في أقرب وقت ممكن إذا كان لديك أعراض التهاب القزحية.
- الزرق (الجلوكوما): قد يرتبط الاحمرار بارتفاع حاد في ضغط العين، وهو حالة خطيرة تتطلب علاجًا فوريًا.
الجلوكوما (الماء الأزرق) عبارة عن مجموعة من اضطرابات العين تؤدي إلى تلف تدريجي للعصب البصري، تحدث عندما لا يُصرَّف السائل الموجود في العين بشكل صحيح، مما يزيد الضغط داخل العين والعصب البصري والذي يمكن أن يسبب فقدان البصر إذا لم يُكشَف عنها وتُعالَج في وقت مبكر.
هل يجب القلق من كل احمرار في العين؟
ليس كل احمرار مقلقًا، لكن معرفة الأعراض المصاحبة هي المفتاح لتحديد الخطورة.
إذا كان الاحمرار مصحوبًا بـ:
- ألم حاد أو مستمر.
- تغيّر مفاجئ في الرؤية (مثل الضبابية).
- إفرازات صفراء أو خضراء.
- حساسية شديدة تجاه الضوء.
فهذه إشارات على وجود مشكلة طبية تستدعي التوجه إلى الطبيب فورا.
كيف نتعامل مع احمرار العين؟
- الإجراءات البسيطة للتخفيف
- غسل العينين بمحلول فيزيولوجي: يساعد في تخفيف التهيج وتبريد الأوعية الدموية.
- تجنب فرك العين: لتجنب تفاقم المشكلة أو انتقال العدوى.
- استخدام القطرات المرطبة: يمكنها علاج الجفاف البسيط الناتج عن إجهاد العين.
- متى تتجنب العلاج الذاتي؟
إذا لم يختف الاحمرار خلال 24-48 ساعة، أو كان مصحوبًا بأعراض أخرى كالألم أو التورم، تجنب استخدام أي أدوية أو قطرات دون استشارة الطبيب.
هل يختلف احمرار العين في خطورته بين الأشخاص؟
نعم، العوامل الفردية تلعب دورًا كبيرًا:
- العمر: الأطفال وكبار السن أكثر عرضة للتأثر بسبب ضعف مناعتهم أو إصابتهم بأمراض مزمنة.
- الأمراض المزمنة: كمرضى السكري أو ضغط الدم، قد يكون الاحمرار مؤشرًا لمضاعفات خطيرة.
- استخدام العدسات اللاصقة: يزيد من خطر العدوى والاحمرار إذا لم تُنظف العدسات أو تُستخدم بشكل خاطئ.
الوقاية:
من الممكن الوقاية من بعض حالات احمرار العيون عن خلال معرفة أسباب احمرار العين وتجنبها. لهذه الغاية، يمكن تقديم بعض النصائح التي تساعد على الوقاية من الإصابة باحمرار في العين، وذلك كما يلي:
- غسل اليدين عند التعرض لشخص مصاب بعدوى العين.
- إزالة مستحضرات التجميل من العين كل يوم بالنسبة للنساء اللواتي يستعملن هذه المستحضرات.
- تجنب ارتداء العدسات اللاصقة فترة أطول من الموصى بها.
- تنظيف العدسات اللاصقة بانتظام وبطريقة صحيحة في حالة استعمالها.
- الحرص على تجنب الأنشطة التي قد تسبب إجهاد العين.
- تجنب مسببات الحساسية خصوصاً حبوب اللقاح والأتربة والغبار.
- عدم دعك العين والاكتفاء بغسلها في حالة الإحساس بالحكة.
- إجراء فحوصات منتظمة للعين لمن لديهم عوامل خطورة ووفقًا لتقدير أخصائي العيون.
- ارتداء نظارات لحماية العين من الإصابات الخطيرة التي تصاحب بعض الأعمال.
- التحكم في الحالات المرضية مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.
- المحافظة على وزن صحي، والسيطرة على ضغط الدم، والنشاط البدني، وتجنب التدخين يساعد على تجنب فقدان البصر من الجلوكوما، كما ستساعد هذه السلوكيات الصحية أيضًا في الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني والحالات المزمنة الأخرى.
ضرورة زيارة الطبيب
في جميع الأحوال، استشارة الطبيب أمر هام إما للاطمئنان إذا كان الأمر بسيطا، أو للتدخل في الوقت المناسب إذا كانت الأعراض نتيجة لإصابة العين بمرض خطير. غير أن زيارة الطبيب المختص تصبح ضرورية وفورية في مجموعة من الحالات نذكر منها على الخصوص:
- إذا كان الاحمرار مصحوبًا بألم أو ضبابية في الرؤية.
- إذا استمر لأكثر من يومين دون تحسن.
- إذا كان لديك تاريخ مرضي في العين أو تعرضت لإصابة مباشرة.
- في حال وجود أعراض شديدة مثل القيح أو التورم الشديد.
- الإحساس بوجود حُبيبات في إحدى العينين أو كلتيهما.
- خروج إفرازات من العين، خاصة إذا كانت صفراء أو خضراء.
- لديك تاريخ من أمراض العين أو جراحة العين الأخيرة.
- الاحمرار ناتج عن ضرر أو وجود جسم غريب في العين.
خاتمة: عيوننا نافذتنا للعالم، فلنحافظ عليها.
احمرار العين قد يكون عارضًا بسيطًا يزول سريعًا، أو جرس إنذار لمشكلة تستدعي انتباهًا فوريًا. لذا، لا تستهين بصحة عينيك، وكن على دراية بما يخبرك به جسدك. العين هدية ثمينة تستحق العناية والحماية. إذا شعرت بأي شيء غير طبيعي، فلا تتردد في طلب المساعدة الطبية. تذكر دائمًا أن الوقاية خير من العلاج.
