رحلة التعليم في جامعات بيلاروسيا: تجربة ملهمة للطلبة المغاربة

حوار مع المهندس حسن المرضي رئيس جمعية “ديما مغرب”

إعداد: مدونة moustajdat.com

تُعد بيلاروسيا واحدة من الوِجْهات التعليمية المفضلة للطلبة الدوليين، بما في ذلك المغاربة. تتميز الجامعات هناك بجودة تعليم عالية وتكاليف معيشة ودراسة أقل مقارنة بدول أوروبا الغربية. التعليم الجامعي في بيلاروسيا يشمل تخصصات متنوعة، بدءًا من الطب والهندسة إلى الفنون والعلوم الإنسانية. لغة التدريس الأساسية هي الروسية، لكن هناك برامج متاحة بالإنجليزية في بعض الجامعات. كما توفر هذه المؤسسات بنيات تحتية جيدة، من مكتبات حديثة إلى مختبرات متطورة. تُعرف الجامعات البيلاروسية بالاعتراف الدولي بشهاداتها، مما يمنح الطلاب فرصة جيدة للتأهيل للعمل أو متابعة الدراسات العليا في بلدان أخرى.

ظروف العيش في بيلاروسيا مناسبة للطلبة، حيث يُعتبر البلد آمنًا ومستقرًا. الأحياء الجامعية مجهزة وتوفر بيئة اجتماعية ملائمة للطلاب الدوليين. ورغم اختلاف الثقافة عن المغرب، إلا أن البيلاروسيين يتميزون بحسن الاستقبال، ما يساعد الطلبة على التأقلم مع المجتمع الجديد.

لتسليط مزيد من الضوء على هذا الموضوع، يشرف مدونة moustajdat.com أن تستضيف المهندس المعروف بنبل أخلاقه وخدمة أبناء بلده ووطنه، الأستاذ حسن المرضي، رئيس جمعية ديما مغرب الذي لا يذخر جهدا في مواكبة الطلبة الراغبين في متابعة دراساتهم في جامعات ومعاهد بيلاروسيا.

التجربة الطلابية والجمعية

بداية، هل يمكنكم تعريف متتبعي مدونة moustajdat.com بتجربتكم الشخصية كطالب سابق في إحدى جامعات أوروبا الشرقية؟ وكيف جاءت فكرة تأسيس جمعية “ديما مغرب”؟

 تجربتي كطالب سابق متخرج من إحدى جامعات أوروبا الشرقية كانت تجربة غنية بالتحديات والفرص. فرغم الصعوبات وقلة التوجيه تمكنت من اختيار مساري الجامعي بمفردي. واجهت في البداية صعوبات التكيف مع نظام التعليم المختلف واللغة والثقافة الجديدة. مع مرور الوقت أصبحت هذه التجربة مصدراً للنمو الشخصي والمهني. غير أنه كانت لدينا العزيمة على الاندماج في الحياة وتعلم لغة الشعب والدراسة حتى الحصول على الدبلوم. بعد ذلك لاحظتُ أن العديد من الطلبة المغاربة يواجهون نفس التحديات، مما دفعني إلى التفكير في إنشاء جمعية “ديما مغرب” لمساعدتهم في التوجيه الأكاديمي، الإجراءات الإدارية، والتأقلم مع الحياة في هذه الدول.

ما هو الدور الأساسي للجمعية، وما أبرز الإنجازات التي حققتها في خدمة الطلبة المغاربة حتى الآن؟

الدور الأساسي للجمعية هو تسهيل عملية انتقال الطلبة المغاربة للدراسة في أوروبا الشرقية من خلال تقديم استشارات أكاديمية، مساعدة في إجراءات التسجيل والحصول على التأشيرة الدراسية، والتوجيه الثقافي والاجتماعي. من أبرز إنجازاتنا، مساعدة مئات الطلبة في اختيار التخصصات المناسبة والتي تؤهلهم للحصول على مهن مطلوبة في سوق الشغل، ودعمهم في الحصول على القبول الجامعي، وتأمين السكن، بالإضافة إلى تنظيم لقاءات ومناسبات تجمع الطلبة المغاربة لتعزيز الروابط فيما بينهم.

استطعنا في السنوات السابقة فتح أول مركز ثقافي مغربي للتعريف بالتقاليد والثقافة المغربية بدولة بيلاروسيــا، وهذا ما يدخل ضمن مخططات جمعية “ديما مغرب” وتعزيز دور الديبلوماسية الناعمة في تلك الدول.

ما هي دول أوروبا الشرقية التي تستقبل أكبر عدد من الطلبة المغاربة؟ ولماذا تنصحون بالدراسة في هذه الدول؟

تشمل أبرز الدول المستقبلة للطلبة المغاربة: روسيا، بيلاروسيــا، رومانيا، بولندا، وهنغاريا، أذربيجان، كزاخستان. هذه الدول تقدم تعليماً عالي الجودة بتكلفة مناسبة مقارنة بالدول الغربية، إضافة إلى توفر تخصصات متنوعة وشهادات معترف بها دولياً. كما أن هذه البلدان توفر فرص عمل جيدة أثناء الدراسة وبعد التخرج، ما يجعلها خياراً جذاباً للطلبة المغاربة.

في هذا الإطار تقوم الجمعية بمجموعة من الدورات التكوينية عن بعد وحضوريـا لفائدة التلاميذ والآباء والأمهات لإعطائهم منهجية اختيار التخصصات المرغوب فيها.

ما هي شروط التسجيل في الجامعات هناك؟ هل هناك حد أدنى للمعدلات أو متطلبات أكاديمية معينة؟

شروط التسجيل تختلف حسب الدول والجامعات والتخصصات. ولكن بشكل عام، هناك متطلبات كضرورة التوفر على جواز سفر ساري المفعول وشهادة البكالوريا للولوج إلى الجامعات، والمستوى أقل لولوج مؤسسات التكوين المهني، وقدرات أكاديمية تتناسب مع التخصص المختار. فبعض التخصصات مثل الطب والهندسة قد تتطلب اجتياز اختبارات قبول بالنسبة للدراسة بالإنجليزية.

مزايا الدراسة في بيلاروسيا للطلبة المغاربة

  • جودة تعليم عالية وتكلفة مناسبة:

تتميز الجامعات البيلاروسية بجودة تعليم عالية، خاصة في مجالات الطب، الهندسة، وتقنيات المعلومات، زيادة على تخصصات مطلوبة في سوق الشغل بالنسبة للحاصلين على بكالوريا الآداب والعلوم الإنسانية كالعلاقات الدولية والترجمة والإخراج التلفزي والسينمائي والإعلام والصحافة. أما تكاليف الدراسة والمعيشة، فهي أقل مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى.

  • جامعات معترف بها دولياً:

جميع الجامعات البيلاروسية معترف بها في المغرب، أوروبا، ودول الخليج، مما يمنح الطلبة فرصاً جيدة لمواصلة دراساتهم أو العمل بعد التخرج.

  • عدم الحاجة إلى معدل مرتفع للقبول:

الجامعات البيلاروسية لا تشترط معدلات دراسية عالية كما هو الحال في بعض الدول الأوروبية، فبمجرد الحصول على البكالوريا يمكن الالتحاق بالجامعات، مما يسهل القبول للطلبة المغاربة.

  • إجراءات تأشيرة ميسّرة:

الحصول على تأشيرة الدراسة في بيلاروسيا يعتبر سهلاً نسبياً مقارنة بدول أخرى، ولا يحتاج إلى إجراءات معقدة ولا إمكانيات مالية كبيرة.

  • بيئة آمنة ومستقرة:

تعتبر بيلاروسيا واحدة من الدول الأكثر أماناً في أوروبا، حيث يتميز المجتمع بالأمان والاستقرار، ما يساعد الطلبة على التركيز في دراستهم.

أما اللغة فيمكن دراستها في السنة التحضيرية، كالروسية والانجليزية ولغات أخرى.

  • إمكانية الدراسة بالإنجليزية أو الروسية:

يمكن للطلبة الاختيار بين الدراسة باللغة الإنجليزية أو الروسية حسب التخصص، مع إمكانية دراسة اللغة الروسية أو الإنجليزية حسب الرغبة.

وتعتبر اللغة الروسية سهلة ومرنة زيادة على أنها تساعد في الاندماج في الحياة اليومية بشكل عام.

  • سكن ومعيشة بأسعار معقولة:

توفر الجامعات أحياء جامعية للسكن وبنية تحية متطورة بأسعار منخفضة، كما أن تكاليف المعيشة في بيلاروسيا أرخص من دول أوروبية أخرى مثل فرنسا وألمانيا.

  • فرص للعمل الجزئي:

يمكن للطلبة العمل بدوام جزئي خلال دراستهم لتغطية بعض نفقاتهم، خصوصاً في مجالات مثل التكنولوجيا، الترجمة، والتدريس.

كيف يتمكن الطلبة من التواصل مع الجمعية للاستفسار أو التسجيل؟ هل لديكم منصات رقمية أو عناوين محددة؟

يمكن للطلبة التواصل معنا عبر موقعنا الإلكتروني، صفحاتنا على وسائل التواصل الاجتماعي، أو عبر الهاتف والبريد الإلكتروني. كما ننظم ندوات ودورات تكوينية عن بعد أو حضوريا والإجابة  عن أسئلة واستفسارات الطلبة وأولياء أمورهم.

www.dimaetudes.com
زيارة قناة اليوتوب: HASSAN EL MARDI

التواصل معنا عبر الواتساب: 0661889560

هل يحتاج الطلبة إلى تأشيرات خاصة أو ضمانات مالية لمتابعة دراستهم في هذه الدول؟

نعم، معظم دول أوروبا الشرقية تشترط حصول الطلبة على تأشيرة دراسية، والتي تتطلب وثائق مثل القبول الجامعي، إثبات القدرة المالية لدفع مصاريف الدراسة والسكن، والتأمين الصحي.

كيف تصفون ظروف العيش والأمن في هذه البلدان؟ وهل هناك تحديات ثقافية تواجه الطلبة المغاربة؟

بشكل عام، ظروف العيش في هذه الدول مريحة، حيث توفر الجامعات أحياء جامعية للطلبة الأجانب تشتمل على المرافق الأساسية وبأسعار مناسبة. أما من ناحية الأمن، فمعظم المدن الطلابية آمنة جدا. كما أن الجمعية توفر برامج لمساعدتهم على التأقلم بسرعة.

هل توفر الجامعات والمعاهد في هذه الدول مرافق اجتماعية وثقافية تمكن الطلبة من ممارسة أنشطتهم خارج الدراسة؟

نعم، معظم الجامعات توفر مرافق رياضية، مكتبات، نوادي طلابية، وأنشطة ثقافية تساعد الطلبة على الاندماج والاستمتاع بوقتهم خارج الدراسة. هناك أيضاً فعاليات تنظمها الجاليات المغربية في هذه الدول لتقريب الطلبة من أجواء وطنهم.

زيادة على ذلك، هناك مهرجانات ثقافية ونوادي رياضية تفتح المجال للطلبة للتعرف على ثقافات مختلفة من خلال أنشطة الطلبة من افريقيا ومن الدول العربية.

ماذا عن السكن الجامعي؟ هل الأحياء الجامعية ملائمة لطلبة تساعد على العيش في مناخ معتدل؟

السكن الجامعي متوفر ومتواضع وفي جميع الجامعات بأسعار جد معقولة، لكنه يختلف من بلد إلى آخر من حيث الجودة. بعض الطلبة يفضلون استئجار شقق خاصة، الجمعية توفر توجيهات لمساعدة الطلبة في اختيار السكن المناسب.

كما أن الأحياء الجامعية تتوفر على الشروط الأساسية مثل توفير التدفئة خلال الشتاء والمطبخ، وآلات التصبين، مع وضع طبيب رهم إشارتهم من الثامنة صباحا إلى الرابعة بعد الزوال في الحي الجامعي.

ما هي أبرز التخصصات المتاحة في جامعات أوروبا الشرقية؟ وهل الشهادات التي يحصل عليها الطلبة معترف بها في المغرب وخارج المغرب؟

أبرز التخصصات تشمل الطب، الهندسة، إدارة الأعمال، تكنولوجيا المعلومات، والعلوم الإنسانية.

الشهادات الصادرة عن الجامعات المعتمدة في هذه الدول معترف بها في المغرب وأوروبا، ويمكن معادلتها بسهولة لمتابعة الدراسات العليا أو العمل في المغرب.

هل تقدم الجمعية خدمات لمواكبة الطلبة المغاربة منذ مرحلة التسجيل وحتى وصولهم واستقرارهم في بلد الدراسة؟

نعم، الجمعية توفر خدمات شاملة تشمل الاستشارة الأكاديمية، المساعدة في القبول الجامعي، التأشيرة، مرافقة الطلبة من المغرب إلى غاية الوصول إلى الحي الجامعي بالدول التي تم اختيارها، وتأمين السكن، بالإضافة إلى تنظيم لقاءات لمساعدتهم على الاندماج في بيئتهم الجديدة.

ما هي نصيحتكم لأولياء الأمور الذين يفكرون في إرسال أبنائهم للدراسة في هذه الدول؟

ننصح الآباء بالتأكد من اختيار جامعات معترف بها، تحضير أبنائهم نفسياً وثقافياً للاستقلالية والتربية والتواصل مع الجمعية للحصول على دعم مستمر.  من المهم أيضاً توعية الطلبة بأهمية الاستقلالية وتسيير المصاريف لضمان تجربة ناجحة.

كيف تساعد الجمعية الطلبة على التأقلم والاندماج في هذه البيئة الأكاديمية الجديدة؟

نحن نقدم برامج إرشادية تشمل دورات تعريفية، لقاءات طلابية، دعم لغوي، واستشارات شخصية لمساعدة الطلبة على التأقلم بسرعة. ونوفر أيضا شبكة دعم من الطلبة السابقين لمشاركة تجاربهم ونصائحهم.

كما نحث الطلبة على المشاركة في المهرجانات الثقافية وممارسة الرياضة.

ما هي الرسالة التي تودون توجيهها للطلبة الراغبين في متابعة دراستهم في أوروبا الشرقية ولأولياء أمورهم؟

نقول للطلبة: اغتنموا هذه الفرصة لتطوير شخصيتكم أكاديمياً وشخصياً، وكونوا مستعدين لخوض تجربة جديدة ستفتح لكم آفاقاً واسعة.

 بالنسبة للآباء، فنطمئنهم بأن الجمعية ستكون دائماً إلى جانب أبنائهم لمساعدتهم في كل خطوة من مسيرتهم الدراسية؛ وهو المبدأ والهدف الأساسي الذي نحس به من خلال شعار الجمعية: أولادكم في أياد آمنة.

إذا كنتم مهتمين بالتسجيل أو لديكم أي استفسارات، يمكنكم التواصل معنا عبر منصاتنا الرقمية، ونحن مستعدون لمساعدتكم في تحقيق حلمكم الدراسي.

في ختام هذا اللقاء الشيق، نشكر المهندس حسن المرضي على سعة صدره، وتنويره لمتتبعي مدونة moustajdat.com ولعموم الطلبة بالمغرب وأوليائهم، بكافة المعلومات حول متابعة الدراسات العليا بدول أوروبا الشرقية. كما نحييه على ما يقدمه من خلال جمعية “ديما مغرب” من خدمات لهذا الوطن وأبنائه، على أمل أن نلتقي به مجددا في ملف آخر ومجال آخر من المجالات التي تهتم بها جمعية “ديما مغرب”.

شاهد أيضاً

الأحلام: بين العلم والدين والأسطورة… ماذا يدور في عقولنا أثناء النوم؟

بقلم بسيم الأمجاري مقدمة منذ فجر البشرية، شكّلت الأحلام لغزاً محيراً للإنسان، حيث كانت تظهر …

ابدأ بالمشي اليوم: 30 دقيقة يومياً قد تغيّر صحتك بالكامل

بسيم المجاري في زمنٍ تتسارع فيه وتيرة الحياة، وتسيطر فيه التكنولوجيا على تفاصيل يومنا من …

من ابن مهاجرة فقيرة إلى رئيس لأكبر دولة في العالم: حكاية ترامب من الجذور إلى القمة

بقلم بسيم الأمجاري في زمن تتعدد فيه قصص النجاح وتختلف فيها مسارات الأثرياء، تظل سيرة …

الوجه الآخر للتنمية: الجريمة كمؤشر اجتماعي مقلق في المغرب

بسيم الأمجاري يشهد المغرب في السنوات الأخيرة طفرة تنموية لافتة للانتباه في مختلف القطاعات. فقد …

تعليق واحد

  1. تحياتي الخالصة و الشكر ز التقدير على المجهودات الجبارة التي تقوم بها السيد حسن المرضي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *