Moustajadat
مقالات مشابهة
بسيم الأمجاري
تُعدُّ دولة الإمارات العربية المتحدة إحدى دول الخليج العربي التي تتسم بتنوعها الثقافي وانفتاحها على العالم، مما جعلها بيئة متميزة للتعايش بين مختلف الجنسيات والخلفيات الثقافية. بفضل رؤية قيادتها الحكيمة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تمكنت الإمارات من ترسيخ مكانتها كدولة رائدة إقليمياً ودولياً في شتى المجالات.
في الجزء الثاني من هذا المقال، سنناقش المزيد من الإنجازات في مجالات الدبلوماسية، الرياضة، التعاون الدولي، والاستثمارات الاستراتيجية. الإمارات بلا شك نموذج ملهم لدولة صغيرة جغرافيًا، لكنها كبيرة برؤيتها وإنجازاتها.
تطوير البنية المؤسساتية والدبلوماسية
ركزت الإمارات على تعزيز بنيتها المؤسسية والديبلوماسية لتحقيق التنمية الشاملة، من خلال خطوات بارزة شملت:
أولا- تطوير المؤسسات الحكومية:
- التحول الرقمي: تبنت دولة الإمارات العربية المتحدة استراتيجية شاملة للتحول الرقمي بهدف تقديم خدمات حكومية ذكية تُسهل حياة المواطنين والمقيمين. وقد تصدرت بذلك المراتب الأولى في مؤشرات الأمم المتحدة للحكومة الرقمية.
- إنشاء المجالس المتخصصة: أطلقت الدولة مجالس مثل مجلس الإمارات للاقتصاد الرقمي ومجلس العلوم والتكنولوجيا، لدعم الابتكار ومواكبة التطورات العالمية.
- السلطة التشريعية: شهد المجلس الوطني الاتحادي تطوراً ملحوظاً كمنصة للنقاش والتشريع، مع زيادة مشاركة المواطنين عبر توسيع الهيئات الانتخابية.
ثانيا- الانتخابات والديمقراطية:
- التجربة الانتخابية في المجلس الوطني الاتحادي: نظمت الإمارات أربعة انتخابات المجلس الوطني الاتحادي أعوام 2006 و2011 و2015 و2019 و2023 التي صاحبت مسيرة التنمية الشاملة في الدولة. وقد توسع نطاق الهيئات الانتخابية ليشمل عددًا أكبر من المواطنين، بما يعكس رغبة الدولة في تعزيز المشاركة السياسية المنظمة.
- تشجيع المشاركة النسائية: تولي الإمارات اهتمامًا بتمكين المرأة في المشاركة السياسية، وتم تخصيص نصف مقاعد المجلس الوطني الاتحادي للنساء، مما جعل الإمارات من الدول الرائدة في التمثيل النسائي على المستوى التشريعي.
تهدف السياسة الوطنية لتمكين المرأة الإماراتية 2023-2031 لتحقيق مشاركة المرأة في كافة المجالات، وتعزيز جودة حياتها، وتوفير إطار عام ومرجع وتوجيه لصناع القرار في المؤسسات الحكومية الاتحادية والمحلية، وكذلك القطاع الخاص والمجتمع المدني، لتعزيز جهود تمكين المرأة وريادتها في دولة الإمارات.
ثالثا- العمل الديبلوماسي:
- إنجازات دبلوماسية بارزة: حصلت الإمارات على عضوية مجلس الأمن الدولي (2022-2023)، مما مكّنها من لعب دور محوري في القضايا الدولية.
- تعزيز السلام الإقليمي: ساهمت الإمارات في توقيع اتفاقيات سلام تاريخية تهدف إلى الاستقرار والتعاون الاقتصادي.
- دعم القضايا الإنسانية: قدمت الإمارات مساعدات إنسانية ضخمة للعديد من الدول المتضررة من النزاعات والكوارث.
رابعا- إنجازات رياضية عالمية
حققت الإمارات إنجازات رياضية لافتة، ما بين استضافة الفعاليات الدولية ونجاحات رياضية وتطوير البنية التحتية الرياضية، وغيرها:
- استضافة البطولات الكبرى:
- بطولة كأس آسيا لكرة القدم 2019؛
- سباق جائزة أبوظبي الكبرى للفورمولا 1؛
- بطولة العالم للأندية لكرة القدم 2021.
- نجاحات رياضية:
- تقدم ملحوظ في رياضة الجوجيتسو: أصبحت الإمارات مركزاً عالمياً لهذه الرياضة.
- رياضات الفروسية: مثل كأس دبي العالمي للخيول وسباقات القدرة والتحمل، التي تُبرز الإرث الثقافي الإماراتي.
- رياضة الجولف: تعتبر الإمارات وجهة مهمة لمحترفي الجولف، حيث تستضيف بطولات مثل بطولة أوميغا دبي ديزرت كلاسيك، وبطولة أبوظبي HSBC للجولف، ونجحت في اجتذاب أسماء كبيرة من لاعبي الجولف العالميين.
- رياضات الدراجات الهوائية: شهد فريق الإمارات للدراجات الهوائية نجاحات كبيرة في جولات عالمية مثل طواف فرنسا. كما تنظم الإمارات سنويًا سباق “طواف الإمارات” الذي يجذب أبرز الفرق والدراجين المحترفين، ويعدّ جزءاً من سلسلة بطولات الاتحاد الدولي للدراجات.
- البنية التحتية الرياضية:
- المنشآت الرياضية الحديثة: أنشأت الإمارات العديد من المنشآت الرياضية على أعلى مستوى عالمي، مثل استاد مدينة زايد الرياضية في أبوظبي، واستاد آل مكتوم في دبي، مما يدعم استضافة البطولات الكبيرة وتدريب الرياضيين.
- المراكز الرياضية المتخصصة: تم إنشاء مراكز تدريب رياضية متخصصة لدعم مختلف الرياضات، مثل مركز “مجمع حمدان الرياضي” في دبي، الذي يعتبر من أهم المرافق الرياضية متعددة الاستخدامات في المنطقة.
- الرياضة النسائية:
- تطوير الرياضة النسائية: شجعت الإمارات النساء على المشاركة الرياضية، مع إطلاق بطولات خاصة مثل بطولة الشيخة فاطمة بنت مبارك العالمية للرياضة النسائية.
- السياسة الرياضية والاستثمار:
- التشجيع على الاستثمار في الرياضة: اعتمدت الإمارات على جذب استثمارات ضخمة في قطاع الرياضة، وخصصت موارد لتعزيز الصحة واللياقة البدنية، سواء من خلال الرياضات الاحترافية أو برامج المجتمعات الصحية.
- استراتيجية تعزيز الرياضة في المدارس: أطلقت الإمارات برامج لدعم الرياضة في المدارس، بهدف بناء جيل شاب يتمتع بصحة جيدة ويكون قادرًا على المنافسة في المستقبل.
هذه الإنجازات تضع الإمارات في موقع متقدم على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتبرز التزامها بتطوير الرياضة كعنصر أساسي في تحقيق التنمية الشاملة.
خامسا- التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة
اعتمدت الإمارات نهجاً تنموياً شاملاً في علاقاتها مع الدول الأخرى، فبرزت كمساهم رئيسي في التنمية الاقتصادية عبر:
1. المساعدات الخارجية:
- تقديم الدعم المالي والتنموي عبر صندوق أبوظبي للتنمية.
- مشاريع البنية التحتية مثل الطرق والمستشفيات في دول مثل مصر والأردن وأفريقيا.
2. الاستثمار في الطاقة المتجددة:
- تنفيذ مشاريع طاقة شمسية ورياح من خلال “شركة مصدر”، لدعم جهود التنمية المستدامة في دول عدة.
3. التعاون التجاري والثقافي:
- توقيع اتفاقيات تجارية واستثمارية ضخمة لتعزيز العلاقات الاقتصادية.
- دعم التعليم من خلال بناء مدارس ومنح دراسية للطلاب الدوليين.
4. الاستجابة الإنسانية:
- تقديم مساعدات إغاثية خلال الكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية، مثل جهود مكافحة كوفيد-19 التي شملت أكثر من 100 دولة.
خاتمة
لقد أثبتت دولة الإمارات العربية المتحدة أن التنمية المستدامة ليست مجرد هدف، بل نهج حياة واستراتيجية وطنية مدروسة. لقد استطاعت الإمارات بفضل قيادتها الحكيمة، التي ركزت على تنويع الاقتصاد والاستثمار في الإنسان والبنية التحتية، أن تبني تجربة تنموية فريدة.
ومع إطلاق مشاريع طموحة في مجالات الابتكار والتكنولوجيا، نجحت الإمارات في التحول من اقتصاد يعتمد على النفط إلى اقتصاد متنوع ومزدهر. كما رسخت مكانتها كمنارة ثقافية وتعليمية وإنسانية، مدعومة ببيئة تشريعية مرنة وسياسات تتبنى الانفتاح والتسامح، مما جعلها وجهة عالمية للاستثمار ومركزًا مزدهرًا للأعمال والتجارة.
الإمارات اليوم ليست فقط نموذجًا ملهمًا، بل قصة نجاح تستحق أن تُروى. فهنيئا لأشقائنا في دولة الإمارات العربية المتحدة على هذا النجاح المستحق.
