
بسيم الأمجاري
يعد مرض اللثة من المشاكل الصحية الشائعة التي تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم. على الرغم من كونه من الأمراض القابلة للوقاية والعلاج، فإن كثيراً من الناس يجهلون أسبابه وأعراضه وكيفية الوقاية منه.
في هذه المقالة، سنتناول كافة جوانب مرض اللثة، بدءاً من التعريف به وصولاً إلى طرق الوقاية والعلاج.
تعريف مرض اللثة
مرض اللثة هو مصطلح يستخدم للإشارة إلى مجموعة من الأمراض التي تصيب الأنسجة المحيطة بالأسنان، بما في ذلك اللثة والعظام التي تدعم الأسنان. يتراوح هذا المرض بين التهاب خفيف في اللثة يُعرف بالتهاب اللثة (Gingivitis) إلى أمراض أكثر خطورة يمكن أن تؤدي إلى فقدان الأسنان مثل التهاب اللثة المزمن (Periodontitis). في المراحل المبكرة، يمكن أن يكون مرض اللثة غير مؤلم، مما يجعله أكثر صعوبة في اكتشافه دون فحص دقيق.
أسباب مرض اللثة
تعتبر البكتيريا الموجودة في الفم العامل الرئيسي المسبب لمرض اللثة. عندما لا يتم تنظيف الأسنان بشكل جيد، تتراكم بقايا الطعام والبكتيريا على الأسنان واللثة، مما يؤدي إلى تكوّن ما يُعرف باللويحات السنية (Plaque). في حال عدم إزالة اللويحات بشكل منتظم، يمكن أن تتحول إلى جير (Tartar)، وهو أكثر صعوبة في إزالته.
من أبرز الأسباب الأخرى لمرض اللثة:
1. عدم الاهتمام بنظافة الفم: إهمال تنظيف الأسنان واللثة يومياً يؤدي إلى تراكم البكتيريا.
2.التدخين: يزيد التدخين من خطر الإصابة بمرض اللثة، حيث يقلل من قدرة الفم على مقاومة العدوى.
3. التغذية غير السليمة: نقص الفيتامينات وخاصة فيتامين C يمكن أن يضعف صحة اللثة.
4. الوراثة: بعض الأشخاص قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض اللثة بسبب العوامل الوراثية.
5. التغيرات الهرمونية: مثل تلك التي تحدث أثناء الحمل، والحيض، وعلاج حبوب منع الحمل، يمكن أن تؤدي إلى زيادة خطر التهاب اللثة.
6. الأمراض المزمنة: مثل السكري يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بمشاكل اللثة.
أعراض مرض اللثة
تختلف أعراض مرض اللثة حسب شدة الحالة، ولكن بعض الأعراض المشتركة تشمل:
1. النزيف عند تفريش الأسنان: يعد نزيف اللثة من العلامات المبكرة للإصابة بالتهاب اللثة.
2. تورم اللثة: تصبح اللثة ملتهبة، حمراء اللون وأكثر عرضة للتورم.
3. رائحة الفم الكريهة: رائحة الفم الناتجة عن تراكم البكتيريا واللويحات.
4. ألم أثناء مضغ الطعام: يمكن أن يصبح مضغ الطعام مؤلماً إذا كان هناك التهاب في اللثة.
5. تحرك الأسنان أو تباعدها: في الحالات المتقدمة من مرض اللثة، قد تتأثر الأسنان وتبدأ في التحرك أو التباعد.
6. تغير لون اللثة: تصبح اللثة أغمق من اللون الطبيعي بسبب التهابها.

الفئات المعرضة للإصابة بمرض اللثة
مرض اللثة قد يصيب الجميع، ولكن هناك فئات معينة تكون أكثر عرضة للإصابة، ومنها:
1. المدخنون: التدخين يعد من العوامل الرئيسية المسببة لأمراض اللثة.
2. الذين يعانون من مرض السكري: السكري يزيد من خطر الإصابة بمشاكل اللثة بسبب ضعف المناعة.
3. النساء الحوامل: التغيرات الهرمونية أثناء الحمل يمكن أن تجعل اللثة أكثر عرضة للالتهابات.
4. الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة: مثل أولئك الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة أو الذين يعانون من أمراض مزمنة.
5. الأشخاص ذوي العادات الغذائية السيئة: نقص الفيتامينات والمعادن يمكن أن يؤدي إلى ضعف صحة اللثة.
6. الأشخاص الذين لا يزورون طبيب الأسنان بانتظام: لا يمكن الكشف عن مرض اللثة إلا من خلال فحص دقيق.
أنواع مرض اللثة
مرض اللثة يمكن أن يظهر بأشكال مختلفة، وتتنوع درجاته من البسيط إلى الحاد. ومن الأنواع الرئيسية:
1. التهاب اللثة: (Gingivitis) هو النوع الأكثر شيوعًا والأقل حدة. يتميز بتورم اللثة، نزيفها بسهولة عند التفريش، ورائحة الفم الكريهة. في حال اكتشافه مبكرًا، يمكن علاجه بسهولة.
2. التهاب اللثة المزمن: (Chronic Gingivitis) يحدث عندما يتجاهل الشخص العلاج في المرحلة المبكرة، مما يؤدي إلى التهاب طويل الأمد في اللثة.
3. التهاب اللثة الحاد: (Aggressive Periodontitis) هذا النوع يتسبب في تدمير سريع لأنسجة اللثة والعظام المحيطة بالأسنان. يؤدي إلى فقدان الأسنان إذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب.
4. التهاب اللثة التفاعلي : (Reactive Periodontitis) يحدث نتيجة استجابة الجسم لمهيجات أو عدوى معينة.
طرق الوقاية من مرض اللثة
من الممكن الوقاية من مرض اللثة بسهولة باتباع بعض العادات الصحية في العناية بالفم:
1. التنظيف الجيد للأسنان: يجب تنظيف الأسنان مرتين يومياً باستخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد.
2. استخدام الخيط الطبي: تنظيف الأسنان بالخيط الطبي يساعد في إزالة بقايا الطعام والبكتيريا التي يصعب الوصول إليها بالفرشاة.
3. زيارة طبيب الأسنان بانتظام: من الضروري زيارة طبيب الأسنان للفحص الدوري وتنظيف الأسنان بشكل احترافي.
4. اتباع نظام غذائي صحي: تأكد من تناول الفواكه والخضروات التي تحتوي على الفيتامينات الضرورية لصحة اللثة.
5. التوقف عن التدخين: يعد التدخين من أكثر العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمرض اللثة.
6. شرب الماء بانتظام: يساعد الماء في تنظيف الفم والحفاظ على رطوبته.
7. استخدام غسولات الفم المعقمة: تساعد غسولات الفم التي تحتوي على مواد مضادة للبكتيريا في الوقاية من مرض اللثة.
كيفية علاج مرض اللثة
علاج مرض اللثة يعتمد على شدته. في المراحل المبكرة، يمكن أن يشمل العلاج:
1. التنظيف العميق للأسنان: إزالة اللويحات والجير من الأسنان يمكن أن يساعد في استعادة صحة اللثة.
2. استخدام أدوية مضادة للبكتيريا: قد يصف الطبيب غسولات أو مراهم تحتوي على مضادات حيوية.
3. الجراحة: في حالات التهاب اللثة الحاد، قد يتطلب الأمر إجراء عملية جراحية لإزالة الأنسجة المصابة أو حتى إعادة بناء العظام المفقودة.
هل يصيب مرض اللثة الأطفال؟
يعتقد الكثيرون أن أمراض اللثة تقتصر فقط على البالغين، لكن الحقيقة أن الأطفال أيضًا يمكن أن يصابوا بمشاكل اللثة، مثل التهاب اللثة البسيط أو حتى أمراض أكثر تقدمًا في بعض الحالات النادرة. يبدأ خطر الإصابة بهذه الأمراض عادةً من سن مبكرة، خصوصًا عند الأطفال الذين يهملون تنظيف أسنانهم بشكل منتظم أو يستهلكون كميات كبيرة من السكريات دون عناية صحية مناسبة.
تظهر أولى علامات التهاب اللثة عند الأطفال غالبًا في سن ما بين 6 و12 سنة، خاصة مع بداية تبديل الأسنان اللبنية وظهور الأسنان الدائمة. خلال هذه المرحلة، تصبح اللثة أكثر حساسية، ويزداد خطر تراكم البلاك، وهو ما يؤدي إلى التهابات اللثة ونزيفها أحيانًا عند تنظيف الأسنان.
إن حب الأطفال للحلويات والمأكولات السكرية يعزز من تكاثر البكتيريا في الفم، ما قد يضر باللثة والأسنان مع مرور الوقت. لذلك، من الضروري توعية الأطفال، وخصوصًا الفئات الصغيرة، بضرورة تنظيف أسنانهم بعد كل وجبة، والحد من تناول الأطعمة التي قد تؤذي صحة الفم واللثة.
وتبقى التربية الصحية المبكرة على أهمية نظافة الفم حجر الأساس للوقاية من أمراض اللثة. فغرس العادات الصحية منذ الصغر، مثل استخدام الفرشاة والمعجون المناسب، وزيارة طبيب الأسنان بانتظام، يعزز من وعي الطفل ويحميه من المشاكل الصحية التي قد تظهر لاحقًا
خاتمة
مرض اللثة ليس مجرد مشكلة جمالية، بل هو حالة صحية يمكن أن تؤثر على جودة الحياة بشكل عام. إذا كنت تعتني بأسنانك ولثتك بشكل جيد، يمكنك الوقاية من هذه الأمراض والحفاظ على فمك بصحة جيدة.
تذكر أن الوقاية خير من العلاج، لذلك تأكد من زيارة طبيب الأسنان بانتظام واتباع عادات صحية تساعدك في الحفاظ على صحة فمك.